↓↓↓↓↓↑↑↑↑↓↓↓↓͛
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
↓↓↓↓↓↑↑↑↑↓↓↓↓͛

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أسباب التخلص من الهوى للامام بن القيم الجوزية2

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Mozhela

Mozhela
مراقب عام

التاسع والثلاثون : ان مثل راكب الهوى كمثل راكب فرس حديد صعب جموح لا لجام له ليوشك أن يصرعه فرسه في خلال جريه به أو يسير به إلى مهلك . قال بعض العارفين : أسرع المطايا إلى الجنة الزهد في الدنيا ، وأسرع المطايا إلى النار حب الشهوات وعلى متن هواه أسرع يه إلى وادي الهلكات . وقال آخر : أشرف العلماء من هرب بدينه من الدنيا ، واسصعب قيادة الهوى , وقال عطاء : من غلب هواه عقله وجزعه صبره افتضح .

الأربعون : أن التوحيد واتباع الهوى متضادان ، فإن الهوى صنم ولكل عبد صنم في قلبه بحسب هواه ، وإنما بعث الله رسله بكسر الأصنام وعبادته وحده لاا شريك له ، وليس مراد الله سبحانه كسر الأصنام المجسدة وترك الأصنام التي في القلوب ، بل المراد لكسرها من القلب أولاً . قال الحسن بن علي المطوعي : صنم كل إنسان هناه فمن كسره بالمخالفة استحق اسم الفتوة ، وتأمل قول الخليل صلى الله عليه وسلم لقومه : ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) . [ الأنبياء , 25 ٍ] كيف تجده مطابقاً للتماثيل التي يهواها القلب ويعكف عليها ويعيدها من دون الله ؟ قال الله تعالى : ( أرءيت من اتخذ إلهه هواه ) .

أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسعون أو يعقلون أن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) .

الحادي والأربعون : أن مخالفة الهوى طردة للداء عن القلب والبدن ومتابعته مجلبة لداء القلب والبدن فأمراض القلب كلها من متاتعة الهوى ولو فتئت على أمراض البدن لرأيت غالبها من إيثار الهوى على ما ينبغي تركه .

الثاني والأربعون : أن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى ، فمن خالف هواه أراح قلبه وبدنه وجوارحه فاستراح وأراح : قال أبوبكر الوراق : إذا غلب الهوى أظلم القلب وإذا أظلم ضاق الصدر ، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم فانظر ماذا يتولد من التباغض من الشر والعداوة وترك الحقوق وغيرها .

الثالث والأربعون : أن الله سبحانه وتعالى جعل في العبد هوى وعقلاً فلا حول ولا قوة إلا باللهما ظهر توارى الآخر كما قال أبو على الثقفي : من غلبة هواه توارى عنه عقله فانظر عاقبة من استر عنه عقله وظهر عليه خلافه وقال علي بن سهل رحمه الله : العقل والهوى يتنازعات ، فالتوفيق قرين العقل ، والخذلان قرين الهوى ، والنفس واقفة بينهما ، فأيهما غلب كانت النفس معه .

الرابع والأربعون : أن الله سبحانه وتعالى جعل القلب ملك الجوارح ومعدن معرفته ومعرفته ومحبته وعبوديته ، وامتحنه بسلطانين وجيشين وعونين وعدتين : فالحق والزهد والهدى سلطان ، وأعوانه الملائكة ، وجيشه الصدق والإخلاص ومجانية الهوى ، والباطل سلطان ، وأعوانه الشياطين وجنده وعدته اتباع الهوى والنفس واقفة بين الجيشين . ولا يقدمخ جيش الباطل على القلب إلا من ثغرتها وناحيتها فهي تخامر على القلب وتصير مع عدوه عليه فتكون الدائرة عليه ن فهي التي تعطي عدوها عدة من قبلها وتفتح له باب المدينة فيدخل ويتملك ويقع الخذلان على القلب

الخامس والأربعون : إن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه , وأصدق صديق له عقله والملك الناصح له ، فإذا اتبع هواه أعطى بيده لعدوه واستأثر له وأشمته به وساء صديقه ووليه ، وهذا هو بعينه هو جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء .

السادس والأربعون : أن لكل عبد بداية ونهاية ، فمن كانت بدايته اتباع الهوى ، كانت نهايته الذل والصغر والحرمان والبلاء ، والمتبوع بحسب ما اتبع من هواه ، بل يصير له ذلك في نهايته عذاباً يعذب به في قلبه .

فلو تأملت حال كل ذي حال سيئة زرية لرأيت بدايته الذهاب مع هواه وإيثاره على عقله ومت كانت بدايته مخالفة هواه وطاعة داعي رشده كانت نهايته العز والشرف والغنى والجاه عند الله وعند الناس . قال أبو علي الدقاق : من ملك شهوته في حال شبيبته أعزه الله تعالى في حال كهولته .

وقيل للمهلب بن أبي صفرة : بم نلت ما نلت ؟ قال : بطاعة الحزم وعصيان الهوى ، فهذا في بداية الدنيا ونهايتها , وأما الآخرة فقد جعل الله سبحانه الجنة نهاية من خالف هواه , والنار نهاية من اتبع هواه .

السابع والأربعون : أن الهوى رق في القلب ، وغل في العنق , وقيد في الرجل , ومتابعة أسير لكل سيئ الملكة ، فمن خالقه عتق من رقه وصار حرا ، وخلع الغل من عنقه والقيد من رجله وصار بمنزلة رجل سالم لرجل ، بعد أن كانت رجلا فيه شركاء متشاكسون .

ربّ مستور سبته شهوة فتعرى ستره فانتكـــا

صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة أضحى ملكا

وقال ابن المبارك :

ومن البلاء وللبلاء علامة لا أن لا يرى لك عن هواك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها والحر يشبع تــارة ويجــوع

الثامن والأربعون : إن مخالفة الهوى تقيم العبد في مقام من لو أقسم على الله لأبره ، فيقضي له من الحوائج أضعاف أضعاف ما فاته من هواه ، فهو كمن رغب عن بعرة فأعطى عوضها درة ، ومتبع الهوى يفوته من مصالحه العاجلة والآتجلع والعيش والهنيء ما لا نسبة لما ظفر به من هواه البتة ، فتأمل إنبساط يد يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام ولسانه وعدمه ونفسه وبعد خروجه من السجن لما قبض نفسه عن الحرام .

وقال عبد الرحمن بن مهدي : رأيت سفيان الثوري رحمه الله تعالى في المنام فقلت له ما فعل الله بك ؟ قال : لم يكن إلا أن وضعت في لحدي حتى وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى ، فحاسبني حساباً يسيراً ثم أمر بي إلى الجنة فبينما أن أدور بين أشجارها وأنهارها لا أسمع حساً ولا حركة إذ سمعت قائلا يقول : سفيان بن سعيد فقلت : سفيان بن سعيد ؟ فقال : تحفظ أنك آثرت الله عز وجل على هواك يوماً ؟ قلت : إي والله ، فأخذني النثار من كل جانب .

التاسع والأربعون : أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة ، وعز الظاهر وعز الباطن ، ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن ، وإذا جمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد : ليعلمن أهل الجمع من أهل الكرم اليوم ، ألا ليعم المتقون ، فيقومون إلى محل الكرامة ، واتباع الهوى ناكسو رؤوسهم في الموقف في حر الهوى وعرقة وألمه ، وأولئك في ظل العرش .

الخمسون : أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمحافظة الهوى ، فإن الأمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه لم يقدر على ذلك ، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك ، مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك ، والذي دعته المرأه الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه والذي ذكر الله عز وجل 0خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه ، فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة ، وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ وهم ينتظرون بعد هذا دلا حول ولا قوة إلا بالله سجن الهوى .

فلله سبحانه وتعالى المسئول أن يعذبنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه ، إنه على كل شئ قدير ، وبالإجابة جدير .

موقع الورقات الدعوية

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى